تقرير اهالي المختطفين يبكون البشر والحجر والشجر

بسم الله الرحمن الرحيم

أهالي المختطفين يُبكون البشر والشجر والحجر

والدة أحمد العويوي : بأي دين وأي عرف يقوم المدعو الشرباتي وأعوانه بتعرية ابنها؟

والدة وسام القواسمي: بدأنا بالعد التنازلي لحياة أبنائنا

والدة مجد عبيد : أنا ربيت مجد بشكل صحيح وتربيتي قد أثمرت

والد محمد أبو حديد : العائلة في قلقٍ شديد ونبحث عنه محمد في المستشفيات

شقيق المختطف أسد الله بدران : والدتي توفيت قهراً وكمداً لمنعها من زيارة أسدالله

ضمن فعالياتها في حملة "أجيبوا الآهات واكسروا السياط" التي أطلقتها لجنة أهالي المختطفين في الضفة الغربية فتحت فضائية الأقصى أمس الإثنين موجة بث مفتوح استضافت خلالها وتواصلت مع العديد من النواب والشخصيات والقيادات السياسية على مختلف أطيافهم إضافة إلى تواصلها شبه المستمر مع عائلات المختطفين في سجون أجهزة عباس.

وقد كان لهذه الموجة الدور الكبير في تجلية الكثير من الحقائق الغائبة عن مرأى ومسمع المشاهد الفلسطيني والعربي على حدٍ سواء، كون أن هذه الموجة جاءت في وقتٍ حساس من حياة المضربين عن الطعام إضافةً إلى قيام بعض الوكالات الإخبارية المحسوبة على حركة فتح بالترويج لإنهاء الإضراب والوصول إلى تسوية، هذا عدا عن الكثير من الممارسات اللاأخلاقية التي قامت بها أجهزة عباس من أجل فك الإضراب.

وخلال هذه الموجة المفتوحة كان لكلمات أمهات وآباء وزوجات المختطفين أثراً بالغاً على المشاهدين لما تحلوا به من رباطة جأش وصبر منقطعة النظير، قوبلت من المشاهدين بالبكاء والدعاء على الظالمين.

فهذه أم مهند نيروخ تصف حالة ابنها بالمأساوية وأنه يواجه موتاً حقيقياً بعد ما عاناه من تعذيب وإهانة ولكنها في ذات الوقت تدعوه للصمود حتى وإن استشهد، فيما تحدثت أم أحمد العويوي تحدثت عن صمود ابنها وإصراره، وتساءلت بأي دين وأي عرف يقوم المدعو الشرباتي وأعوانه بتعرية ابنها وإخوانه المختطفين تحت تهديد السلاح، ثم عبرت بلغتها البسيطة عن دعوتها لابنها أن يصمد ويصبر وأن يصر على إضرابه عن الطعام حتى لو مات فأن يموت عزيزاً خير له من أن يحيا ذليلاً وأكدت على أن هذا موقف والده كذلك.

وشاركتهم أم المختطف وسام القواسمي استنكارها لفعل الشرباتي الشنيع بأبنائهم، ووصفت وضع ابنها الصحي ومدى صعوبته وقالت بأنهم بدأوا بالعد التنازلي لحياة أبنائهم، لأنهم تخطوا مرحلة السلامة، ونوهت إلى أن المضربين عن الطعام لا يستطيعون المشي وأنهم زاروهم في الغرف في مقر مخابرات بيت لحم ووصفت مهند نيروخ بالشبح لشدة تعبه وأن ابنها تغير جداً في شكله وملامحه .

ثم ناشدت د-سحر القواسمي النائب عن حركة فتح التي توجهوا لها لتسلم خطاباً منهم لمحمود عباس ناشدتها لزيارة أبنائهم في مقر مخابرات بيت لحم وحملتها المسؤولية عن حياتهم إن لم تقم بالدور المنوط بها كما حملت وكالة معاً ووكالة وفا المسؤولية عن حياة أبنائهم بسبب إعلانهم المضلل عن فك الإضراب.

أما أم مجد عبيد فقد اتخذت منحاً آخر في الحديث وحمدت الله تعالى أن أبناءهم ومجتمعهم لدية صحوة إسلامية وأن الصراع بين الحق والباطل هو دليل على سلامة الانتماء وأن هذا الدين لا زال بخير، ثم تحدثت عن سوء سجن أريحا والإهانات التي يتعرض لها المختطفون وأهاليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وقالت بأنها حرمت من زيارة ابنها طيلة فترة إضرابه فلجأت إلى حيلة مفادها أنها ستقنع ابنها بإنهاء إضرابه فما كان منهم إلا أن سارعوا بالتنسيق لتزوره في سجن الجنيد، فكانت المفاجأة أن مجد رفض مقابلة أمه ورفض أن يقطع إضرابه فحمدت الله على ذلك وقالت "أنا ربيت مجد بشكل صحيح وتربيتي قد أثمرت".

وطالبت بإنهاء المفاوضات التي لم تجلب إلا الويلات، ووجهت نداءً لمحمود عباس أن يذهب ليزور شارون ويتعظ منه ومن حاله ويقارن بينه وبين قادة حماس الشهداء، وأنهت كلامها بافتخارها بانتمائها لحركة حماس، وبدعائها على الظالمين ودعت أمهات المختطفين إلى الصبر.

أما النائب أبو جحيشة الذي تحدث بلسان المسؤول والمكلوم معاً فهو لا يلوم المؤسسات الحقوقية على سكوتها وعدم أخذها الدور الفاعل المنوط بها فأمر تلك المؤسسات بيد الأجهزة ولا يستطيعون أن يتصرفوا إلا من خلال التنسيق معهم، ولكنه يلوم الفصائل والكتل البرلمانية على سكوتها، وهو كذلك لا يلوم دايتون ومولر على دورهم طالما أن هؤلاء انسلخوا عن القيم الوطنية ونسوا ذاكرتهم النضالية.

وعن همه الخاص تحدث عن استمرار استهداف أجهزة السلطة لبيته وأبنائه واختطافهم حيث قامت إحدى دوريات الأجهزة أمس بملاحقة أحد أبنائه فتعرض لرضوض وجروح وكسر في قدمه، وأن أحدهم لازال مشبوحاً في سجن أريحا حاصلاً على قرارٍ بالإفراج ولا زال قيد الاختطاف حتى الآن، وأضاف بأنه ذهب للسجن ولكنه رفض زيارة ابنه وأدخل له اخوته الصغار لأنه لا يريد لهم أن يستغلوا هذه الخطوة ويمعنوا في إذلال البرلمانيين الإسلاميين فيكفي أن سلطة عباس رفعت عنهم حصانتهم.

ثم تحدث عن مفاوضات التسوية التي يقودها فريق أوسلو الذين يقرون بأنهم وقعوا في فخ الاحتلال بهذه المفاوضات الطويلة وقال بأن ذلك إلا تضييعاً للوقت والحقوق ودعا لضرورة إيقافها والالتفات لمصلحة الوطن.

أما أبو محمد أبو حديد المختطف الحافظ لكتاب الله والمختطف منذ أربعة شهور فقد تحدث عن قصته مع الأجهزة التي منعته من زيارة ابنه إلا مرة واحدة فقط خلال مدة اختطافه بعد توسط بعض الواصلين، والتي لم تحدد له مكان ابنه بالضبط مما جعله والعائلة في قلقٍ شديد مرة يبحثون عنه في المستشفيات ومرة يبحثون عنه في المقار الأمنية.

ثم وجه رسالة لفضائية الجزيرة بضرورة أن يقوم مكتبها في الضفة المحتلة بالدور المنوط به بكل حيادية وان يبتعدوا عن الكيل بمكيال السلطة، وذلك لأنه وأهالي المختطفين المربين اتصلوا بهم كثيراً مطالبين بإبراز قضية أبنائهم وبث بعض البيانات الصادرة عن لجنة أهالي المختطفين فلم يقابل ذلك إلا بالتطنيش.

وفي ذات السياق تحدث آسال بدران شقيق المختطف أسد الله بدران عن حادثة وفاة والدته ومنعهم أسد الله من زيارتها بعد إصابتها بجلطة دماغية نتيجة لحرمانها من زيارة ابنها وتعرضها للإهانة من قبل عناصر الأجهزة الأمنية وذلك بعد حصولها على تصريح زيارة بالتنسيق مع الصليب الأحمر وكذلك منعته من وداعها والمشاركة في تشييعها.

وعلى مدى النهار وصلت العديد من الأخبار التي تفيد إلى اتساع رقعة الإضراب وانضمام الكثير من المختطفين في سجون السلطة في طولكرم ونابلس والخليل إلى إخوانهم المضربين عن الطعام، وكشفت النقاب عن إضراب المختطفة تمام أبو السعود منذ أسبوع فيما تبدي عائلتها قلقاً كبيراً على حياتها بسبب تدهور وضعها الصحي، وانطلاق العديد من المسيرات في قطاع غزة تنديداً بما يتعرض له إخوانهم في الضفة.

وخلال هذه الموجة المفتوحة التي تحدث فيها العديد من القيادات والنواب والكتاب والسياسيين أكد الجميع على بطلان ما تقوم به أجهزة عباس من اعتقالٍ سياسي وتنسيق أمني ومحاكم عسكرية لا تحتكم للقانون والضرب بعرض الحائط بقرارات المؤسسة القضائية الفلسطينية وتعطيل دور المؤسسة التنفيذية وتحجيم دور النواب الإسلاميون والتعرض لهم ولعائلاتهم، ونادوا بضرورة تغليب المصالح الوطنية والانعتاق من العبودية للاحتلال والإصرار على تنفيذ الأجندة الأمنية الصهيونية والأمريكية.

فيما طالب أهالي المختطفين المضربين عن الطعام بتعليق جلسة الحوار القادمة حتى الإفراج الكامل عن أبنائهم واعتبارهم أن المضي نحو المصالحة هي حاجة وطنية ملحة ولكن لابد لها من مقومات تصون الحقوق والأرواح يأمن خلالها الفلسطيني على نفسه ويخرج من دوامة القلق التي يعيشها نتيجة لفلتان وهمجية فتح في الضفة التي طالت حتى النساء والأطفال.[ تقرير اهالي المختطفين يبكون البشر والحجر والشجر Image-3CC9_4D103AAF