التأثير التقدمي ( المقبل ) للصف العاشر الأساسي
نعلم جميعًا أن الأصوات تنقسم إلى قسمين:
1- صامتة : هي حروف العربية من ( أ - ي )
2- صائتة هي الحركات الست ( فتحة قصيرة وفتحة طويلة- ضمة قصير وضمة طويلة- كسرة قصيرة وكسرة طويلة )
وللصوامت صفات ست : الجهر والهمس ، الانفجار والاحتكاك ، التفخيم والترقيق
ومن هنا -صفات الحروف- نجد أن بعض الحروف قد تتقارب في المخرج ولكنها تختلف في الصفات مثل:
( ت ، ط ) كلاهما من مخرج واحد ولكن التاء مرققة والطاء مفخمة.
( س ، ز ) كلاهما من مخرج واحد لكن السين مهموسة والزاي مجهورة
هذا التقارب في المخرج والتباعد في الصفات ينتج عنه بعض التغيرات عند تجاور مثل هذه الحروف في الكلمة الواحدة.
ومن هنا يمكننا أن نقول مثلا:
اصطبر على أخيك عند عسرته
لو أخذنا الفعل ( اصطبر) ووزناه، لوجدنا وفق التسلسل المنطقي في الميزان الصرفي أن وزنه (افطعل)
حيث أصل الفعل صبر على وزن فعل وحروف الزيادة تبقى كما هي
وهذا غريب وعجيب لأن الطاء ليست من حروف الزيادة ؛ إذ حروف الزيادة هي المجموعة في قولنا ( سألتمونيها )
نفكر قليلا نجد أن أصل الفعل ( اصتبر ) ولكن لصعوبة انتقال أعضاء النطق من الصاد المفخمة إلى التاء المرقق تم إبدال التاء المرققة طاء مفخمة لتناسب الصاد في صفة التفخيم.
سؤال: وهل يجوز ذلك -أن نبدل الحروف؟- نعم يجوز لأن التاء والطاء حرفان متحدا المخرج مهموسان انفجاريان لا يختلفان إلا في كون التاء مرققة والطاء مفخمة.
إذن نستنتج من ذلك أن الفعل ( اصطبر) هو فعل على وزن ( افتعل ) تمّ إبدال التاء فيه طاء لمناسبة الصاد المفخمة وذلك لصعوبة الانتقال من حرف مفخم إلى حرف مرقق.
وهذا ما يسمى بالتأثير التقدمي:
وتفسير ذلك أن الصاد المفخمة قد أثرت في التاء المرققة فأبدلتها طاء.
وهذا التأثير كان باتجاه الأمام أي أن الحرف الأول أثر في الثاني لذلك يسمى متقدم أو مقبل
ومثلها تماما: اصطفى - اضطرب - اطّرب
ولكن هناك ملاحظة:
إذا كان الحرف المؤثـِر طا فإن الطاء المبدَلة تدغم فيها للتماثل حيث يصبح لدينا طاءين متتاليتين فندغمهما
مثل : اطّلع - اطّبع - اطّلب