حركة الإصلاح الديني في أوروبا
لقد أدى الفساد الذيكانت تمر به الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر الميلادي إلى تهيئة الأوضاعالمناسبة لقيام حركة إصلاحية دينية ، أطلقها أحد القساوسة الألمان في عام 1517مويدعى ( مارتن لوثر) حيث قام في هذه السنة بتعليق خمس وتسعين رسالة دينية على جدارالكنيسة في ألمانيا ، وأرسل نسخاً من هذه الرسائل التي يحتج فيها على فساد الكنيسةإلى باقي الكنائس الأخرى.
لقد كانت تلك الرسائل إعلاناً تاريخياً عن بدءالحركة الإصلاحية البروتستانتية التي أحدثت انشطاراً في الكنيسة الكاثوليكية التييتزعمها بابا الفاتيكان في روما.
وفي سنة 1520م أرسل مارتن لوثر خطاباًحاداً إلى البابا ( ليو العاشر) جاء فيه : ( إنك ترعى ما يسمى بهيئة الكهنوتالرومانية التي لا تستطيع أنت ولا غيرك أن تنكر أنها أشد فساداً من بابل وسدوم ،وقد أظهرتُ احتقاري ، وانتابني الغضب لأن الشعب المسيحي يخدع تحت ستار اسمك ، واسمالكنيسة المسيحية ، لهذا قاومت ، وسأظل أقاوم ما وجد فيّ عرق ينبض بروح الإيمان.
وفي عام 1523م أصدر مارتن لوثر كتاباً بعنوان (عيسى ولد يهودياً) قالفيه: ( إن الروح القدس أنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم ، إناليهود هم أبناء الله ، ونحن الضيوف الغرباء ، ولذلك فإن علينا أن نرضى بأن نكونكالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات مائدة أسيادها) .
كذلك دعا مارتن لوثرإلى تفصيل الطقوس العبرية في العبادة على تعقيدات الطقوس الكاثوليكية ، كما دعا إلىدراسة العبرية على أنها (كلام الله في الناس) ثم قام بترجمة التوراة إلى اللغةالألمانية .
كل ما سبق دفع الكنيسة الكاثوليكية إلى إصدار قرار الحرمانضد مارتن لوثر ، متهمة إياه أنه من اليهود الذين تنصروا من أجل هدم الكنيسة.
هذا وقد أثبتت الأيام تحالف (مارتن لوثر) مع اليهود حيث نشرت مجلةكاثوليك جازيتفي عام 1936م وثيقة يهودية مهمة تبين دور اليهود في نشأة المذهبالبروتستانتي ، ومما جاء في تلك الوثيقة : ( والآن دعونا نوضح لكم كيف مضينا فيسبيل الإسراع بقضم الكنيسة الكاثوليكية ، فاستطعنا التسرب إلى دخائلها الخصوصية ،وأغوينا البعض من رعيتها ( قساوستها ) ليكونوا رواداً في حركتنا ، ويعملون منأجلنا.. أمرنا عدداً من أبنائنا بالدخول في جسم الكاثوليكية ، مع تعليمات صريحةبوجوب العمل الدقيق ، والكفيل بتخريب الكنيسة من قلبها ، عن طريق اختلاق فضائحداخلية ، ونكون بذلك قد عملنا بنصيحة أمير اليهود ، الذي أوصانا بحكمة بالغة : دعوابعض أبنائكم يكونون كهنة ورعاة أبرشيات، فيهدمونكنائسهم.
ومع الأسف الشديد ، لم يبرهن جميع اليهود من أبناء العهد عنإخلاصهم للمهمة الموكلة إليهم ، فخان كثيرون العهد ، لكن الآخرين حافظوا على عهدهم، ونفذوا مهماتهم بشرف وأمانة.
كالفن اليهودي
نحن أباء جميع الثورات التي قامت في العالم ... ونستطيع التصريح اليوم بأننا نحن الذين خلقنا حركة الإصلاح الديني للمسيحية. فكالفن ( هو أحد القساوسة الذين أدوا دوراً مشابهاً لدور مارتن لوثر) كان واحداً منأولادنا ، يهودي الأصل ، أمر بحمل الأمانة ، بتشجيع المسؤولين اليهود ، ودعم المالاليهودي ، فنفذ مخطط الإصلاح الديني.
كما أذعن (مارتن لوثر) لإيحاءاتأصدقائه اليهود ، وهنا أيضاً نجح برنامجه ضد الكنيسة الكاثوليكية ، بإدارةالمسؤولين اليهود وتمويلهم.
ونحن نشكر البروتستانت على إخلاصهم لرغباتنا ،برغم أن معظمهم ، وهم يخلصون الإيمان لدينهم ، لا يعون مدى إخلاصهم لنا.
إنناجد ممتنون للعون القيم الذي قدموه لنا في حربنا ضد معاقل المسيحية ،استعداداً لبلوغ مواقع السيطرة الكاملة في العالم) .
وفي عام 1544م نشرمارتن لوثرأفكاره الصهيونية عن عودة اليهود إلى فلسطين بحجة التخلص منهم ، حيثذكرفي كتابه ( اليهود وأكاذيبهم) ما نصه : ( من الذي يحول دون اليهود وعودتهم إلىيهودا ، لا أحد... إننا سنزودهم بكل ما يحتاجون لرحيلهم النهائي ، لا لشيء إلالنتخلص منهم ، إنهم عبء ثقيل علينا)