...أنا والزمن...
ما لشعري لا يداوي أدمعي
من هموم الليلِ لا لم أجزعِ
لا صديقٌ لا خليلٌ لا أخٌ
لا محبٌ في زماني أدعي
لا دموعي تنجلي عن راحة ٍ
لا همومي تنجلي مع أدمعي
ما عرفتُ الدهرَ إلا قاتلاً
مرسلاً سهمَ الردى في أضلعي
ما سوى هذي الليالي صاحباً
ما سواها مسكني أو مرتعي
قد جعلتُ الليل محرابَ المنى
غيرَ همسِ النجمِ لا لم أسمعِ
ذا زمانٌ ساء بالإنس التي
غيرَ لؤمِ الطبعِ فيه لا تعي
قد سُلبتُ الموتَ والمحيا معاً
ما بهذا العيشِ كلا مطمعي
مُنيتي في ساعةٍ أخلو بها
في ليالي فجرها لا يطلعِ
جرّعتني ليلتي من كأسها
حنظلاً أضحى بقلبي المولعِ
ليتَ شعري صادحاً في غربةٍ
في بلادٍ لا صدى فيها معي
ما أنا والدهرُ إلا كالذي
عاش عمراً في قفارٍ بلقعِ
كلما حاولتُ صلحاً صدّني
ورماني في فؤادي الموجعِ
من سنين العمر عشرونَ خريفْ
ما تبقى منه خمس لا أعي
ربِّ هلاّ جدتَ في موتٍ قريبْ
عن حياةِ الظلمِ ينأى مسمعي
قد رماني الدهرُ في كَلْم الهوى
في فؤادي ألفُ جرحٍ موجعِ
من رزايا الدهرِ ذابتْ مقلتي
غيرَ موتٍ جفنها لم يدمعِ
مئزري قد شُقَّ من نارِ الزمنْ
دونَ موتٍ عاجلٍ لا يرقعِ